قليل من الساسة السودانيين حظوا بهذا الوداع الشعبي الحزين على رحيلهم تماما مثل ما حظى به فقيد السودان / الصادق المهدي -رحمه الله- والباحث عن اسباب هذا التعاطف الذي ملا الأسافير ، وطغى على حديث المجالس لن يجد مشقة في الحصر والمعرفة فقد اجتمعت في الراحل خصال هي الاقرب الى وجدان السودانيين فهو :
زعيم …اكتملت فيه اوصاف القياده في سمته وسماته وجزالة خطابه
سمح القول ..لم يعرف لسانه البذاءة والاساءة في تدافعه مع الخصوم
مسامح … يسمو على الصغائر وباسى على الجراح ولا ينتصر لذاته
معتدل … كان مثالا في الوسطية واقرب الى التوافق من التنافر ومن الاتحاد بدلا عن الشتات
صاحب فكر …فهو من اغزر السياسين السودانيين انتاجا للمعرفة وتدوينا لافكاره ورؤاه
مع اجتماع هذه الخصال تتكون في مخليتنا صورة القائد الحكيم والذي تجتمع تحت خيمته اراء الفرقاء ليتوافقوا ، او يظلوا على حالة اختلافهم ولكن بعد ان نزعوا العداوة والبغضاء والتزموا جادة الحوار بالحجة ، والمجادلة بالحسنى.
الرسالة التى اتمنى صادقا ان تصل لكل قادة السياسة في هذا البلد ان هذا الشعب الذى حزن سواده الاعظم لفقد الامام الصادق المهدى (الا من قلة لا تذكر مجافية للوجدان السليم ) لن يودعكم بمثل هذا الحزن الا اذا استدركتم مواقفكم وانتهجتم نهجه في اعلاء مصلحة الوطن ، ونبذ روح الكراهية ، والسعي الى ما يجمع الامة لا الى ما يفرقها ، والتعالى على الضغائن الشخصية والفتن القبيلة فانها مهلكة للوطن وناسفة لتاريخ من ولغوا فيها
من القادة .
دعوا مقولته :
( من فش غبينته خرب مدينته)
نصب اعينكم وشعاركم ليذكركم هذا الشعب عند موتكم كما ذكر امام الانصار / الصادق المهدي بصفات الخير والاحسان والاعتدال .
مضى الصادق المهدي الى ربه وبلاده في امس الحاجة الى صوت الحكمة والى المرجعية المتزنة المدركة لتحديات وطن اسمه السودا ن.
نسال الله له الرحمه والمغفرة ، والعزاء لاسرته وطائفته ولامته.
فهل من معتبر ؟
