لجنة تحقيق ، لجنة تقصي،لجنة مراجعة،لجنة…الخ
هذه المسكنات الحكومية التي تصدر عقب كل حادثة مؤسفة الهدف الاول منها هو تهدئة الراي العام تجاه القضية وصرف اهم عقار من صيدلية السياسة وهو النسيان بحيث يظن الساسة وفِي ظنهم الاثم غالبا ان الشعوب ذاكرتها ضعيفة ومع إيقاع الحياة المتسارع تسقط المواقف الانسانية التي وجدت حظها من التعاطف الشعبي .هنا يسارع الساسة الي الاعلان عن تشكيل اللجان تحت المسميات اعلاه وحتي اثبت صحة زعمي اسالكم من بين كل القضايا التي أعلنت الحكومة عن تشكيل لجان تحقيق حولها كم عدد اللجان التي كشفت للراي العام نتيجة ما توصلت اليه؟ او علي الاقل أعلنت فقط الفراغ من عملها ورفعت تقريرها للجهة التي كلفتها ؟ الإجابة توضح كيف تستغل الحكومة نقطة ضعف الشعب وهي الذاكرة .
في مواجهة هذا السلوك الحكومي السيء مطلوب ان يتحرك الاعلام لمحاصرة الحكومة والسؤال المستمر عن نتيجة التحقيقات بهذا نحرج الحكومة ونضعها في اختبار حقيقي امام الشعب فان كانت صادقة دفعت بورقتها وان كذبت كلفناها ان تبحث عن عقار اخر بعد ان اكتسبت الذاكرة مناعة ضد النسيان .
هل نستطيع تشكيل قوة ناعمة في الصحافة وفِي السوشال ميديا والمنظمات الطوعية لاجبار اي جهة حكومية علي كشف نتائج التحقيق في الأرواح التي فقدت او الممتلكات العامة التي نهبت؟ هل من الممكن ان ياتي يوم تلزم الحكومة بضم ممثلين عن الاعلام والمجتمع في عضوية اللجان التي تحقق في قضايا متعلقة بالحاق الضرر علي الناس؟
اعتقد انه بالإمكان لو تضاعف احساسنا وتحول من خانة رفع صور الماساة والتعليقات الساخرة والساخطه الي حراك موجه وواعي.
فلتكن لجنة مدرسة امبده البداية
رهان الحكومة ورهاننا نحن
