Hamid Gafar
  • الرئيسية

  • السيرة الذاتية

  • أهم الاعمال

  • قنوات اليوتيوب

  • مقالاتي

  • فيديوهاتي

  • تقارير تلفزيونية

  • البوم صور

  • إتصل بنا

الموقع الرسمي للأستاذ حامد عثمان حامد

  • الرئيسية

  • السيرة الذاتية

  • أهم الاعمال

  • قنوات اليوتيوب

  • مقالاتي

  • فيديوهاتي

  • تقارير تلفزيونية

  • البوم صور

  • إتصل بنا

حواس الحبيبه .. كم نحن مدينون لامهاتنا ؟

حواس الحبيبه .. كم نحن مدينون لامهاتنا ؟

قبل فترة خضعت والدتي لعلاج في عينيها استوجب تغذية العيون عن طريق الحقن لتقويتهم ، حينها طافت بذهني مشاهد عديدة كانت فيها حاسة البصر عند امي في خدمتنا قلت في نفسي: كم اجهدت هذه العيون لاجلنا ؟ منذ الميلاد ترى الاشياء بعينيها ، ثم في المهد توصف لك معالم الدنيا تنقل لك ما تراه وتوصف لك الطبيعة والناس حتى تتكون لديك ذاكرة بصرية فاذا ما نهضت صبيا استدعيت كل الصور والمشاهد وعرفت المسارات ، ذكرتني نفسي بصورة امي وهي (تنضم) الابرة لتصلح الثياب او تخيط اخرى جديدة ..وهل انسى اول عهدي بالكتابة ؟ من الف وباء تكتبها الوالدة التي لولا قيود ذلك الزمان لوصلت الى مرتبة متقدمة في التعلم فقد كانت متفوقة في دراستها واشتهرت بذلك ، ولكنها آثرتنا على نفسها وعلمتنا ما جهلنا-كحال غالبية الامهات النجيبات في السودان – وكانت حاسة بصرهن بمثابة مصباح انار ظلامات الجهل… نعم كم اجهدت العيون لاجلنا .
ومن حواس الحبيبة التي تاملت في بذلها السخي حاسة السمع… فجميعنا صرخ لحظة الاستئذان الصاخب للدخول الى بوابة الدنيا …امك هي اول من مثلت له هذه الصرخة اشارات من المشاعر صعب ان تدرك..استقبلت باذنها صراخ الاحساس بالجوع فتستجيب له برضعات مشبعات ، ثم تكبر وتجوع وتاتي وقد جن الليل وتناديها وهي بين اليقظة والاحلام ولكنها تسمع سؤالك: (امي في حاجة اكلها؟) فياتيك طلبك وتعود الى نومها -او هكذا نظن- فهي ترهف سمعها وترسل اذنها عند طرف باب البيت تنتظر دخول اخر واحد في (وليداتها) ، وتسمع صوت (الترباس) يغلق حينها يرتاح بالها وتنام، لا تحسبوا أن امهاتكم يستسلمن للنوم قبل ان ترجعوا لبيوتكم اذا فعودا اليهن باكرا حرصا على راحتهن.
اما اذا تجولت بك الذاكرة لتتامل كيف نذرت امك حاسة اللمس عندها لترعاك لاصابتك الحيرة من فيض هذه الفضائل ومن دفق المشاعر …منذ ان تتشكل في رحمها علقة ثم مضغة حتى يكسو الله العظام لحما في كل هذه الانتقالات تتلمس يداها بطنها بحنان ، وتبحث عنك في قرارك المكين لتزداد اطمئنانا عليك ، ومن عجب انها تسعد لما تحس بضرباتك وتلمس مكان حركاتك وتملاها الغبطة انك في داخلها يضيق بك المكان وتحاول ان ترى ماذا في الوجود ..تضحك من ضرباتك اي حنان هذا واي احسان ؟ كم نحن مدينون لحواس امهاتنا ؟ ومن منا لا يتذكر ملامسة يد والدته لجبهته اذا مسته الحمى بضرر ؟ لا يهم عمرك فانت في نظر امك طفل صغير اكتسى ملامح الكبار ، لكن عقلك وقلبك بمقياس مشاعرها في محطة الطفولة وما لها من استحقاق بالعناية والرعاية والتوجيه همسا وجهرا ..ما احوجنا ليد امنا الحانية وحاسة لمسها تنقل الاشارات العصبية وتطمئن القلوب الشقية .
ولحاسة الشم حديث آخر يكتسي ب (المحنه ) أبدأه بسؤال :هل (شمتك) امك ؟ هل تذكرون مناداة (حبوبابتكم ) اذا رجعتهم البلد بعد غيبة : تعال يا جنا نشمك !؟
السؤال سيجبرك على ان تدع كل شئ وتسبح في بحر الذكريات لما تحتضنك امك وتشم رائحتك هي لا تميز العطور ولا تهمها ماركاتها ، ولكنها تبحث عن رائحتها فيك ..وعن اثرها في مسامات روحك ، وهل تميز ابناءها اذا شمت انفها احدهم ؟ اسالوهن او اسالوا زوجاتكم واستحضروا بين يدي السؤال قول سيدنا يعقوب عليه السلام : (اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون )
كم هي عدد المرات التي تذوقك فيها امهاتنا الطعام او الشراب؟ هل نستطيع حصر هذه الفضيلة فقط ؟ وهل نستطيع ان نحسب عدد المرات التي جعلت امنا حاسة ذوقها وقفا لنا ؟
ينضج الطعام ويكون ساخنا تدخل اصبعها وتغمسه في تلك الحرارة وتمده الى لسانها والطعام ساخن لتعرف هل هو (طاعم ام مسيخ؟ ) او ان تستكشف الشراب (عايز سكر وله كفايه ؟) كم مرة فعلت ذلك لناكل ونشرب بمعيار (مظبوط ) وجودة ، ورضا عميل بمواصفات افضل من كل شهادات(الايزو) لانه (معمول بحب )
هل فكرنا ان نشكرها على حاسة الذوق التي جعلت طعامنا وشرابنا (طاعم ولذيذ)؟ اذا لم تفعل فافعل الان او ابعث شكرك في شكل دعاء لله عز وجل ان يكرمها كما اكرمتنا .
كما قلت هذه الخواطر جاءت في سياق التامل في حواس الام وهي تهبنا لها طيلة حياتها ما دفعني لهذا التامل هو عندما خضعت والدتي لعلاج في عينيها فقلت في نفسي كم نحن مدينون لهذه الحواس ؟
وهي فرصة لنزجي الشكر لامهاتنا على تضحيتهن ، ليس شرطا ان ننتظر يوما في السنة لنفتح فيه ابواب التكريم والثناء ، ولكن لنستذكر هذه الفضائل (الحواس ) في كل حين ، ونعبر عن شكرنا بالكلمات والافعال التي مهما بلغت بساطتها فامك ستستقبل ذلك بسرور بالغ وحبور عظيم ..وان يكون الدعاء هو حبل الوصال بيننا وبين حبيباتنا من هم بيننا او من سبقونا الى دار الخلود فالدعاء ايضا تعبير عن الشكر والرضا والمحبة .
وهل اجد افضل من ابيات صلاح احمد ابراهيم لاختم بها المقال؟
بالخشوع المحض والتقديس والحب المقيم
واتضاع كامل في حضرة الروح السماوي الكريم
التحيات لها
وبشوق ابدي عارم ينزف من جرح أليم
وامتنان لا يفيه قدرة قول لا ولا فعل حديث أو قديم
التحيات لها
ليت لي في الجمر والنيران وقفة
وأنا أشدو بأشعاري لها
ليت لي في الشوك والأحجار والظلمة زحفة
وأنا أسعى بأشواقي لها
ليت لي في زمهرير الموت رجفة
وأنا ألفظ أنفاسي لها
ليت من ألم طاغ محفّه
وأنا أحمل قربانا لها .. وهدية
فأنادي باسمها الحلو بلهفة
لك يا أم السلام وهي ترنو لي وتصفو للتحية .. بابتسام
وجبيني في الرغام
التحيات الزكيات لها ، نفس زكية
رسمها في القلب كالروض الوسيم
صنعتنا من معانيها السنيه
وستبقى منبع النور العظيم

hamidna

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ابحث في الموقع

مقالاتي

  • أيام أمستردام … وذكريات الرفاق تلك الايام
  • مدفعية العطا … هل الاحداثيات (مجلية)؟
  • الرابطة .. أمل جديد في مسيرة الصحافة السودانية
  • مسابقة زين: كلمات في حق المبادرة والشباب الواعد
  • هل اقترب موسم البيع؟
  • الى البرهان والامر لا يحتاج الى برهان !
  • الكرونا …مأساة وطن
  • البشير وحيداً كما اراد
  • جنرالات وساسة
  • طالبان..لذة الانتصار ورائحة (الكمين)
  • د/ عبد القادر ..حياة بعد الرحيل .. في محبة الاذاعة ومن قدمتهم لدنيا الناس
  • جمال…نهاية رجل شجاع
  • ارض السمر …من زاوية اخري
  • نصيحة في آذان لا تسمع الا الصدى
  • وكيف هو المشهد ؟
  • فهل من معتبر ؟
  • حواس الحبيبه .. كم نحن مدينون لامهاتنا ؟
  • الطفا النور منو؟
  • انظر شمالا !
  • حامد عثمان يكتب : لوم القنوات والاذاعات (عينكم في الفيل )!
  • برامج الأطفال في القنوات السودانية …ملف مفتوح
  • احمد المصطفي صورة الفنان
  • إن برهان وهامان وجنودهما كانوا خاطئين – حامد عثمان
  • بابنوسة – لندن .. بعيدة المسافة ام مستحيلة المقارنة !
  • وحده سلمان
  • الحال لا يبشر بخير الا اذا …
  • رهان الحكومة ورهاننا نحن
  • البشير في القاهرة ما هو الجديد ؟
  • الرئيس ينعي حزبه
  • وزير الاعلام يتربع علي كرسي الفشل
  • القرارات الأمريكيه الأخيرة
  • مجرد توقعات
  • الرئيسية

  • السيرة الذاتية

  • أهم الاعمال

  • البوم صور

  • قنوات على اليوتيوب

  • كل مقالاتي

  • إتصل بنا

© 2025 Hamid Gafar