شهد السودان يوم امس احداثا، لن اتردد في تحرير شهادة براءة للصدفة في الجمع بينها
مواقف لا تنفصل عن بعضها -في رايي – اذا قمنا باعادة قراءتها وترتيبها سنجد انفسنا امام سيناريو متوقع لقادم الايام
اولا :
زيارة رئيس الوزراء ومعه وفد كبير لقيادة الدعم السريع وما جاء من الطرفين من تاكيدات على اهمية الشراكة وحماية الفترة الانتقالية ، ولعل توقيت الزيارة ورمزية المكان (مقر الدعم السريع ) تغري بالبحث عن الدوافع خاصة في ظل اتهامات تلاحق الدعم السريع بارتكاب مجزرة فض الاعتصام ، وغضب قطاع واسع من شباب الثورة من بطء عمل لجنة التحقيق برئاسة المحامي / نبيل اديب علما بان هذه اللجنة كونت بقرار من رئيس الوزراء
هنا يبرز تساؤل: اين تكمن اهمية الزيارة للدرجة التي دفعت الحكومة لتضع نفسها في هذا الموقف ؟ هل كان يستحق الامر التنازل عن شعارات الدولة المدنية التي تطالب بجيش واحد وبتحقيق عادل وسريع فيما حدث بميدان الاعتصام ؟
ثانيا :
٢/الزيارة(غير المعلنة) لمدير المخابرات المصرية / عباس كامل ولقاءه مع البرهان مسلما اياه رسالة من الرئيس السيسي ، ومن المعلوم في فضاء العلاقات الثنائية ان الرسائل المحمولة جوا بواسطة مدراء المخابرات تتصل بقضايا شديدة الحساسية ، وفي هذا السياق هناك تحليلات تذهب الى تحفظ مصري تجاه اداور الدعم السريع وتاكيد للتعويل على الجيش كمؤسسة قومية تضمن الاستقرار في حدودها الجنوبية ، والرؤية المصرية لا تتسق مع رؤية اطراف اقليمية اخرى .
ثالثا:
الدعوات المتزايدة من الناظر / ترك ومنبر البطانة وبعض كيانات نهر النيل والشمالية الى القيام بانشطة تصعيدية تشمل قفل الطرق القومية وايقاف المنشات الحيوية في ولايات الشرق ونهر النيل والشمالية ، وهذا بمثابة تطور نوعي في توسيع قاعدة التحالف والتنسيق المشترك ، وهو امر لو حدث ستكون نتائجه مؤثرة على الحكومة وهي تعاني اصلا من تحديات اقتصادية وامنية .
كما اسلفت فان اعادة ترتيب هذه المشاهد وربطها مع بعضها من جديد يفتح باب التاويلات لما يحمله رحم الايام المقبلة من متغيرات في المشهد السوداني مع ترجيح كفة ظهور البعد الخارجي في تغيير قواعد اللعبة .
اخيرا ..
لو همس احدهم في اذنه وهو على بساط الفرح بعد لقاءه بالفريق في مقره …لذكره بعبر التاريخ في سطور مختصرة …
سطر اول
كان النميري يضع ثقته في قائد الجيش سوار الذهب فانقلب عليه مستجيبا للانتفاضةحماية (للامن القومي ).

سطر ثاني
في الوقت الذي كان فيه الفريق اول / عوض بن عوض يطوف على الوحدات العسكرية مؤكدا ولاءه للبشير ، كان يضع اللمسات الاخيرة للمشهد القادم و… التحفظ على راس النظام
سطر ثالث
تفاديا لاحتمالية استجابة الجيش مع دعوة الثورة في السادس من ابريل ، قام البشير باستقدام حميدتي (حمايتي ) ليشكل درعا من اي مفاجات وما درى الرجل ان (حمايته) هي الضلع الثالث في (خيانته) .
السطر الاخير
لا ملجأ لك الا شعبك ان احسنت اليه عملا وعدلا منحك بطاقة العبور …
اما الاستنصار بالبندقية
فهو بداية النهاية
وان طالت المشاهد
فالتاريخ يعلمنا ان ولاءها لصاحبها
