طالعت قبل ايام نشاطا كثيفاً وحميدا لمجموعة أطلقت علي نفسها الرابطة السودانية للصحافيين المحترفين
وقالت إنها كلفت الدكتور الصحفي طارق عبدالله والاستاذ الصحفي محمد مصطفي المامون المشهور بودالمامون أمينا عاما والاستاذ الصحفي هاشم عبدالفتاح أمينا للمال والدكتورة وداد محي الدين نائبا للرئيس .
بقراءة فاحصة يمكن معرفة اتجاهات الرابطة الوليدة.
ومن راس القائمة الدكتور طارق عبدالله نصل الي جوهر فكرتها كون طارق عبدالله صحافي مستقل خدم في الصحافة الاجتماعية ولا اعرف له نشاطاً سياسياً، ويبدو انه انقطع الي مهنته حتي وصل إلي منصب رئيس تحرير صحيفة الأهرام اليوم ولم يكن له سابقة انتماء لأي حزب وواصل مسيرته الأكاديمية وحصل علي درجة الدكتوراة ، وبذلك هو مؤهل أن يخدم الصحافة من جانبها المهني والمستقل .
أما الأمين العام للرابطة الأستاذ / ودالمامون فهو رغم توجهاته الإسلامية المعروفة لكنه ظل بعيدًا عن السوق الحزبي مما جلب له الكثير من المتاعب داخل دوائر الإسلاميين وكان دائماً مناصرا للحريات ، ومعروف بالخروج عن الأطر التنظيمية ، ولعل صراعه القديم مع اتحاد الصحفيين كما يبدو بسبب معارضته للتدخلات الحزبية في شأن الاتحاد بل ووصل به الحال إلى خوضه انتخابات العام2004
ضد قائمة المؤتمر الوطني وحصل علي أصوات مقدرة ، وتصدر اسمه عناوين مقالات للراحل استاذ الاجيال محمد طه محمد احمد
في صدر الصفحة الأولى لصحيفة الوفاق سلسة حلقات بعنوان ( انسب نقيب الصحفيين ودالمامون تيتاوي سلم الرأية للمامون).
وعرف عن ودالمامون انفتاحه علي جميع التيارات وكان مكتبه في التلفزيون والإذاعة (المركز الصحفي) ملتقي التيارات الفكرية المختلفة وتجمع للناس من مشارب شتى ، تجد اهل السياسة والفنون ونجوم الكرة مع نخبة من الإعلاميين تجمعهم اجواء الأنس والحوار الراقي الذي يجسد قيم التسامح والاحترام.
ودالمامون خريج مدرسة مختلفة من الكوادر الإسلامية المطالبة بالتجديد علي الدوام وكان صحافياً ناشطاً وكاتبا راتباً درس علوم الإدارة العامة ثم درس الإعلام قسم الصحافة ووصل الي منصب رئيس تحرير صحيفة عقد الفنون في شراكة مع مجموعة عقد الجلاد الغنائية ، وهي صحيفة فنية اجتماعية ، وهو بكل تلك المعطيات جدير بقيادة دفة الامانة العامة في ظروف استثنائية يمر بها الوطن وتتأثر بها كل المحالات ومنها الصحافة والاعلام.
أما الاستاذ هاشم عبدالفتاح فقد اشتهر بين زملاءه بالصرامة والتحقيقات الاستقصائية الجادة وهو بلا شك اضافةً مهمة لهذا الفريق .
في قائمة الرابطة نتوقف عند اسم الدكتورة وداد محي الدين وهي كما علمت أستاذة الصحافة بجامعة البحر الاحمر تمثل الصحافة المستقلة والمرتبطة باخلاقيات المهنة ، وهي تمثيل مشرف للقلم النسائي الذي له مساهمات باذخة ومشهودة في تاريخ الصحافة السودانية .
اعتقد بهذه الملامح يمكن القول أن الرابطة ولدت باسنانها فعلياً ، وتمثل طريقا ثالثًا ينأي عن التسيس ، و يمكنه أن يجمع الصحافيين ويخرجهم من تكتلات المواقف الحزبية إلى فضاء المصلحة الوطنية العليا وما أشد حاجة بلدنا اليوم إلى ذلك .
حامد عثمان