نقرأ على صفحة الواقع السياسي جملة تقول ان الانفصال قادم بقوة دفع امريكية وغياب للارداة الشعبية في الجنوب.. فباقان مشكور مهد لاعلان الانفصال وتبعه القائد سلفا صاحب القبعات الثلاثة….
الان السواد الاعظم من السودان الشمالي مهيأ لاستقبال خبر الانفصال الذي ستعلنه مفوضية الاستفتاء التي ما تركت مستحيلا الا وقهرته من اجل سواد عيون الحركة بتاعتة الحركات…
لكن السؤال الى اي مدي تهيأ الناس شمالا للانفصال تهيئة تتجاوز الاعلان الصحفي البارد والخبر العريض الى الوضع الجديد الذي سينشأ على انقاض السودان القديم؟
الى اي حد استعد الشعب لتبعات عملية البتر؟ فان يخبرك الطبيب ان ساقك قد اضناها الالتهاب ووجب البتر ليرتاح القلب والدماغ … فهذا امر يختلف عندما تصحو وتتحسس موضع القدم …هنا انت في امس الحاجة لعبارات المواساة والتي نجيدها في السودان ونجسدها في شكل عزومة و كرامة وسلامة…وريدا رويدا تعتاد الامر انك ستمضي بقية العمر بساق واحدة وقد يعاودك الالم المعنوي تذكرا لايام خلت ….
الاعلام بصورة عامة وتلفزيون السودان على وجه الخصوص معني بان يرتب نفسه لمرحلة جديدة يسميها (جبر الخواطر) يجتهد في ان يواسي وجدان الشعب المكلوم ويمنحه الثقة في المستقبل ويذكره بارثه وتاريخه وما تحت الارض وفوقها من ثروات وخيرات….
اعلام قادر على طي حقبة من حقب الصراع والتنافر الى افق رحب يدعو الى الجوار الآمن مع اخوة الامس شركاء اليوم…ويدعو الى وطن يتنادى اليه ابناءه من شتى المشارب ليسهموا في بناء المستقبل…
نتوقع اعلاما واعيا يقود مبادرة شاملة لكل المبدعين ليسهموا في تماسك وجدان الامه وتعزيز هويتها فنا بكل ضروبه وابداعا بكل وسائله لنتجاوز المرحلة الحرجة ونحولها الى لحظة انتصار بدلا عن لحظة للانكسار…
من الكلمات التي وقفت عندها طويلا في الفترة الماضية حديث الرئيس في القضارف:الجنوب جزء عزيز ولكن انفصاله ليس نهاية التاريخ…او كما قال
نامل ان تكون اجهزتنا الاعلامية قد اعدت العدة لبرامج تواكب المرحلة القادمة..لان المرحلة لا تحتمل التراخي او الاتكالية.
ارجو ذلك….
ملاحظة:الصورة لعمنا المزارع حسن من اهالي العليفون تامل الكبرياء والشموخ
وكيف هو المشهد ؟
